في تصنيف البهائية بواسطة

دخل 'بركة خان' الإسلام سنة 650 هجرية وكان من قبل محبا ومتأثرا بالإسلام بسبب امرأة أبيه 'رسالة' وقد التقى 'بركة خان' في مدينة 'نجارى' مع أحد علماء المسلمين واسمه نجم الدين مختار الزاهدي وكان بركة عائدا لتوه من زيارة عاصمة المغول 'قرة قورم' وأخذ 'بركة' في الاستفسار عن الإسلام من هذا العالم المسلم وهو يجيبه بكل وضوح وسلاسة، فطلب بركة منه أن يؤلف له رسالة تؤيد بالبراهين رسالة الإسلام وتوضح بطلان عقائد التتار والتثليث وترد على المخالفين والمنكرين للإسلام، فألف 'الزاهدي' الرسالة ودخل 'بركة خان' الإسلام إثر قرائتها عن حب واقتناع وإخلاص ورغبة عارمة في نصرة هذا الدين.

أولا: مبايعة خليفة المسلمين
بعدما أعلن 'بركة خان' إسلامه كان أول ما فعله أن أرسل ببيعته للخليفة العباسي المستعصم ببغداد، وهذا الإجراء رغم أنه بسيط وبه كثير من الشكلية؛ لأن خليفة المسلمين وقتها لم يكن له أي نفوذ حقيقي إلا على مساحة ضيقة من الأرض، إلا أنه يعطي صورة واضحة جلية نحو ولاء 'بركة خان' لسلطان المسلمين وانضوائه تحت جماعة المسلمين.

ثانيا: إظهار شعائر الإسلام
بعدما اعتلى 'بركة خان' رئاسة القبيلة الذهبية أخذ في إظهار شعائر الإسلام، وقام 'بركة خان' بإكمال بناء مدينة 'سراي' وهي مدينة 'سراتوف' الآن في روسيا على نهر الفولجا وجعلها عاصمة القبيلة الذهبية، وبنى بها المساجد والحمامات ووسعها جدا حتى صارت أكبر مدن العالم وقتها، وجعلها على السمت الإسلامي الخالص.

ثالثا: غيرته على المسلمين
وقد ظهرت هذه العقيدة بوضوح عندما فكر القائد المغولي 'هولاكو بن تولوي بن جنكيزخان' في الهجوم على بغداد، وكان 'مونكو خان بن تولوي' أخو 'هولاكو' هو خان المغول وقد نال هذا المنصب بمساعدة قوية من 'باتو' الأخ الأكبر 'لبركة خان'.

وحاول 'هولاكو' إقناع أخيه الأكبر مونكو خان بهذه الفكرة، وبالفعل وافق على الفكرة ورحب بالهجوم على باقي بلاد المسلمين، وبدأ 'هولاكو' في الإعداد لذلك، وما أن وصلت الأخبار إلى 'بركة خان' حتى التهبت مشاعره وأسرع إلى أخيه 'باتو' وألح عليه في منع الهجوم على المسلمين وقال له: [إننا نحن الذين أقمنا 'مونكو' خانا أعظما وما جازانا على ذلك إلا أنه أراد أن يكافينا بالسوء في أصحابنا ويخفر ذمتنا ويتعرض إلى ممالك الخليفة وهو صاحبي وبينى وبينه مكاتبات وعقود ومودة وفي هذا ما لا يخفى من القبح].

وبالفعل أقتنع 'باتو' تماما بكلام أخيه وبعث إلى هولاكو يكفه عما ينويه من قتال المسلمين؛ وبالفعل أجل 'هولاكو' الهجوم على المسلمين حتى وفاة 'باتو'.

خامسا : محالفته للمماليك
فقد دخل 'بركة خان' في حلف مع المماليك الذين بهروا العالم عندما انتصروا على التتار في موقعة عين جالوت سنة 658 هجرية، وكثرت المراسلات والاتصالات بينه وبين السلطان بيبرس وكان لها أثر كبير في توجيهه لحرب 'هولاكو'.

وبالفعل اتفق 'بركة خان' و'بيبرس' على محاربة 'هولاكو' وكتب 'بركة خان' برسالة إلى 'بيبرس' يقول له فيها: [قد علمت محبتي للإسلام وعلمت ما فعل هولاكو بالمسلمين، فاركب أنت من ناحية حتى آتيه أنا من الناحية الأخرى؛ حتى نهزمه أو نخرجه من البلاد، وأعطيك جميع ما كان بيده من البلاد].

سادسا : محاربته لهولاكو
لم يكتف 'بركة خان' بمناصرة المسلمين، فلقد انقلب حربا ضروسا على اللمغول الوثنيين عموما وعلى 'هولاكو' خصوصا حيث لم ينس 'بركة خان' ما فعله 'هولاكو' بالخلافة العباسية أبدا عندما اكتسح هولاكو بجحافله بغداد. فقد حاول 'بركة خان' بشتى الوسائل أن يوقف هذا المد الجارف الذي ينذر بمحو الإسلام من الوجود، ولكن لأن معظم جنوده كانوا لا يزالون على الوثنية فقد رفضوا الانصياع لأمره بمحاربة 'هولاكو' لأنهم بذلك سيخالفون الخان الأعظم للمغول والذي قد وافق على الهجوم على بغداد.

فأخذ 'بركة خان' في اختلاق الذرائع والحجج لإشعال الحرب ضد 'هولاكو' ووجد ضالته في مسألة الغنائم حيث كان من عرف 'جنكيزخان' القديم أن أسرة 'جوجى' لها ثلث الغنائم التي يحصل عليها المغول جميعا في أي معارك يخوضونها.

وبالقطع لم تكن الغنائم دافعا لـ'بركة خان' فأرسل 'بركة' رسلا من طرفه وأمرهم أن يشتدوا ويغلظوا على 'هولاكو' في السؤال، وبالفعل نجحت الحيلة واستشاط 'هولاكو' غضبا وقتل رسل 'بركة خان' وسير جيشا لمحاربة 'بركة خان' فانهزم جيش هولاكو شر هزيمة وذلك سنة 660 هجرية، فعاود الهجوم مرة أخرى بجيش أكبر فانهزم جيش 'بركة خان' وكان يقوده أحد قواده واسمه 'نوغاي'، فأراد 'هولاكو' أن يجهز بالكلية على 'بركة خان' فأرسل جيشا جرارا فيه معظم جنوده يقودهم ابنه أباقا، فخرج لهم 'بركة خان' بنفسه على رأس الجيش ومزق جيش هولاكو شر تمزيق سنة 661 هجرية في منطقة القوقاز ولم ينج منهم سوى القليل.

أما 'هولاكو' فوجد أن كل البلايا والهزائم التي حاقت به وبالتتار جميعا كان سببها 'بركة خان' فاشتد غيظه وحقده على 'بركة خان' وحاول محاربته عدة مرات ولكنه هزم شر هزيمة مما أشعل الغيظ في قلبه حتى وصلت نيران غيظه إلى عقله وجسده، فأصيب بجلطة في المخ بعد وصوله خبر هزيمة ولده 'أباقا' أمام 'بركة خان' سنة 661 هجرية وظل يعاني من الصرع حتى هلك سنة 663 هجرية، فانتقم 'بركة خان' للإسلام والمسلمين من هذا المجرم الطاغية الذي دمر دولة الخلافة الإسلامية وسفك دم الملايين من المسلمين.

https://ar.m.wikipedia.org/wiki/القبيلة_الذهبية

13 إجابة

بواسطة
 
أفضل إجابة
جميل
بواسطة
::
نعم .. أحسنت، وليته يُقرأ من الزملاء ويثبت بأهم المواضيع
بواسطة
سبحان الله
لم أقرأ عنه من قبل
جزاك الله خيرا
بواسطة
صفحة مشرقة من التاريخ .. سلمت يداك على هذا الاختيار الموفق
بواسطة
حمودي تاريخنا مافيه اجرام لكن تاريخ الشيعه كله خيانات تسببت بهلاك المسلمين ..وما شيخكم الطوسي وبن العلقمي الا احد الامثله
بواسطة
تاريخنا اجرام بحق الشيعه شو دليلك دليلك كلام حسينيات..........اللم يكرم المستعصم بالله الخليفه العباسي الشيعي بن العلقمي وعينة رئيس الوزراء
فاذا كان رئيس وزراء الخلافه شيعي فشو تتوقع يكون حال الشيعه ياهذا..........وفي النهايه بن العلقمي خان الامانة وتسبب بموت 800 الف مسلم في بغداد كلهم سنة ونجى الشيعه من مذابح المغول.........هل تنكر تاريخك الاسود؟؟
بواسطة
شكرا جزيلا لهذه القصة الرائعة، ما قرأت إسلام المنغول بالتفصيل حتى اليوم.
بواسطة
هلّا ذكرت لنا مصادرك؟
بواسطة
شكرا جزيلا وعلى موعد بنصوص غنيّة أخرى
بواسطة
ويبقى السؤال من هو بركة خان ؟
مرحبًا بك في موقع حياتي ، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.

اسئلة متعلقة

0 إجابة
2 إجابة
...